تمتاز غزة بموقعها في الجنوب الغربي من فلسطين حيث تلتقي أكبر قارتين في العالم القديم: أفريقيا وآسيا، كما أنها تواجه القارة القديمة الثالثة (أوروبا). وهي تقع عند ملتقى المناطق الصحراوية بالأراضي الخصبة. وكان لموقع غزة المتميز على حافة الأراضي الخصبة العذبة المياه أثر في وجودها وبقائها وأهميتها.
ولهذا الموقع أهمية تجارية وأهمية عسكرية، فهي كانت طريق القوافل التجارية التي تأتي بالمحاصيل الصحراوية ومحاصيل المناطق المدارية في أفريقيا وآسيا لأسواق سواحل البحر المتوسط منذ أقدم العصور.
في هذا الكتاب يعرض المؤلف لتاريخ غزة وأهميتها وما طرأ عليها من أحوال، وفي هذا السياق يتحدث المؤلف عن أصل التسمية (غزة) والأمم التي مرت بها كالمصريين الفراعنة، والهكسوس والمعنيين. ويعرض لتاريخها بعد الفتح الإسلامي حتى دخول الفرنجة إليها ثم احتلالها من قبل السلاطين العثمانيين مبنياً التسلسل التاريخي للأحداث التي جرت في غزة إبان الحكم التركي عارضاً للحال السياسية والاقتصادية في غزة إبان هذا الحكم، كذلك يقدم المؤلف جرداً للعائلات التي كانت تسكن في مدينة غزة سنة 1948، ولأعلام غزة وقضائها، كما يعرض لعوائد سكان غزة واحتفالاتهم وأعيادهم، والكتاب مزود بالخرائط والصور الفوتوغرافية النادرة لهذه المدينة التاريخية العريقة.